الجمعة، 2 سبتمبر 2011

أدب الرعب في العالم العربي 1


بسم الله الرحمن الرحيم

1

لتفهموا ما أريد قوله يجب عليكم الاستماع تلك الحكاية ، حكت لي والدتي حكاية عن فيلم المنزل رقم 13 بطولة عماد حمدي ومحمود المليجي ، في أول عام 1971 كانت والدتي تجلس لتشاهد مع أفراد عائلتها في سهرة التلفزيون المصري _ عند الساعة الثامنة _ الفيلم المصري ( المنزل رقم 13 ) ، كانت تروي لي والدتي أنها كانت ترتعد هي وشقيقاتها من هذا الفيلم المقبض ، ربما لأنه من الصدف أن الفيلم يدور عن جريمة قتل في منزل يحمل رقم 13 في الطابق الثالث ، ومنزل عائلة والدتي كان ومازال يحمل رقم 13 وشقتهم كانت في الطابق الثالث !!! كانت مصادفة مرعبة لهم ، لحظات من الترقب والتفكير والتخيلات حتى ينتهي الفيلم .. لقد دب الرعب في قلبها من هذا الفيلم .. هل فكر أحد ماذا أعني بالمثال السابق وما علاقته بأدب الرعب ؟ إن المثال السابق يعني أن الإنسان هو من يصنع الرعب لنفسه لا الشيء الذي يراه أو يسمعه ، لقد صنع هذا الفيلم في عقل والدتي فكرة مرعبة عن القاتل الذي ربما يزورهم في شقتهم .

ليس الكاتب أو المؤلف هو من يزرع الرعب في عقل القارئ ، بل القارئ هو من يزرع الرعب داخله من خلال وضع نفسه مكان أحد أبطال العمل ويتخيل ما يمكن أن يحدث له أو لأسرته أو تعيد عليه ذكرى قديمة مر بها أو رأى من مر بها ، ولكن هل يكفي أن يكتب الكاتب عن القتل أو الدماء أو الأشباح أو المتحولين ليصنف ما كتبه تحت خانة أدب الرعب ؟

لو كان الحال هكذا فيمكنني أن أتكلم معك عن فتاة قابلت شبحاً في طريق عودتها لمنزلها ثم قتلها .. وكفى ، أو أقول لك أن هذا المنزل يقطن به قاتل يذبح الناس ويأكلهم .. بلا سبب ولا هدف ، تلك النوعية لا ترتقي إلى أدب الرعب بأي حال من الأحوال وأنا أتكلم عن الأدب الآن لا عن الأفلام أو السيناريو ، وأتكلم عن الأدب لأن أدب الرعب هو ما تحول فيما بعد لعشرات الأفلام والأدباء الذين تكلموا في الغوامض اقتبست أفكارهم فيما بعض في عشرات الأفلام كماري شيلي مؤلفة رواية (فرانكنشتاين) التي أوحت بعشرات الأفلام لصناع السينما في العالم كله عن الوحوش التي تخرج عن إرادة صانعها وتنتقم منه ، وريتشارد ماثيون الكاتب المشهور نجد إحدى رواياته (أنا الأسطورة) التي أوحت للمخرجين بفكرة الموتى الأحياء وطبقت أيضاً في عشرات الأفلام ثم تحولت الرواية نفسها لفيلم ناجح مرتين منهم مرة عام 2007 ، والأمثلة ضخمة وكثيرة لا يسعنا المجال لذكرها ، لذا سنبدأ من هنا بالتحدث عن أدب الرعب .

يبتع ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق