الجمعة، 2 سبتمبر 2011

التعويذة



- " ماما ماما قومي يا ماما فيه أصوات وحشة "
قالت (سميرة) الطفلة ذات الثمانية أعوام العبارة السابقة وهي تهز والدتها لتصحو فاستيقظت الأم بنصف عين وهي تسأل عن ما يحدث، استيقظ زوجها وهو ينهض مفزوعاً ليسأل الطفلة لكنه سكت لحظات هو والأم ينصتان لصوت ما كي يتأكدان مما يسمعا، صوت بكاء واضح ونحيب قريب من منزلهم ، غادر الرجل الفراش بسرعة وهو يمسك بساعته الموضوعة بجانب الفراش .. الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ، توجه للشرفة لينظر يميناً ثم يساراً وفجأة تجمدت عينيه على تلك الفتاة التي تأتي من ناحية المنزل المجاور البعيد ، استغرقت نظرته ثوان وهو يرى بوابة المنزل المهجور مفتوحة وفتاة ترتدي حجاباً وتغطي وجهها تسير في الشارع وهي تبكي وتتخبط وتهتز كالسكارى !!!! هذا هو البيت المهجور الذي تدور حوله الشائعات ، ما الذي جعل فتاة تأتي من اتجاهه وتبكي بهذا الشكل ، دقق النظر جيداً يحاول أن يخترق الظلام الذي يحيط بالفتاة ، ملابس الفتاة مليئة بالدماء ويديها أيضاً !!!!!!
***

ماريا (قصة الصوفي والراهبة)



قلب (محمد) المجلدين بين يديه يتأملهما، كانا عبارة عن مجلدان كبيران ثقيلان مغلفان بجلد أسود ومنقوش عليه رسم لمفتاح الحياة الرمز الشهير عند القدماء المصريين والذي يشبه رمز الصليب، رفع (محمد) عينيه عن المجلدات مندهشاً بعدما وجد مفتاح الحياة على المجلدان فقال له (راغب):

- " لا تسألني عن سبب وضع رمز مفتاح الحياة على المخطوطات المسيحية لأنني لن أجيبك، أنت تمسك بالمخطوطات الناقصة من المجموعة التي يسميها العلماء مخطوطات نجع حمادي، وما تمتلكه الآن قنبلة لو انفجرت ستهدم الكثير والكثير، أرجوك عدني أن لا تنتشر تلك المخطوطات في حياتي، لا أريد أن يقتصوا من عائلتي، ولا أريد أن أرى ما بني في ألاف السنين يهدم أمامي وأكون أنا السبب "

- " أعدك يا (راغب) "

- " لو سألني أحدهم عن المخطوطات سأقول أنها سرقت "

- " لا يا صديقي بل قل للقس ما رأيت من مظهري وأذكر له ملابسي ومسبحتي وكلماتي وحديثي وقل له أنني أجبرتك وهددتك بقتل أطفالك وأنني كنت سأقتلهم أمام عينيك، وأذكر له ما رأيت من تغير وجهي "

- " لن يصدقني فهذا غير معقول "

ابتسم (محمد) بخبث وقال:

- " قل للقس أن من زارني وهددني قال أن اسمه (محمد عبد العال الغول)، وأنصحك أن تنظر خلفك الآن "

نظر (راغب) وراءه فجأة فلم يجد شيئاً فعاد لينظر لمحمد ليسأله ولكنه لم يجده أمامه؟؟!!!! لقد اختفى بلا صوت !!

***

مخطوطة بن إسحاق (المرتد)



((قال الدكتور (حسام) بنفاذ صبر لمساعدة:

- " اذهب لترى ماذا يحدث في المولدات "

مياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو

نظر الجميع بدهشة لمصدر الصوت ليروا قطاً أسود اللون يقف متحفزاً أمام الباب وهو ينظر لهم .. هنا شهق (خالد) وهو يتراجع للخلف وهو يقول:

- " مستحيل .. نفس القط .!! "

ابتسم القط مرة أخرى كاشفاً عن أسنانه وهو ينظر للواقفين , هنا انطفأت الأضواء في الغرفة وسمع الجميع صوت زئير شديد ثم أحسوا بالمنضدة التي ترقد عليها الجثة تتحرك من موضعها

شعر (خالد) بصوت يحدثه في أذنه مباشرة كأنه يخبره بسر، يقول الصوت بخفوت:

- " سأستعير الجثث لأيام يا صديقي "

وعادت الإضاءة مرة ثانية

ولكن لا أثر للقط أو للجثة أو للتقارير التي كانت بجوار منضدة التشريح ..!!!!))

***

الجزار



لكن فجأة شعر ( صابر ) بيد الرجل اليسرى تطوق فمه وتسحب رأسه للخلف بشدة فحاول أن يتملص وهو يطلق أنيناً ويهز جسده محاولاً المقاومة ولكن الرجل قرب فمه من أذنه اليسرى وقال بخفوت :

- " علي أن أعترف أنني فقدت شهيتي للطعام ولا أرغب بتذوقك ولذلك سأكتفي بشيء بسيط هذه الليلة .. أما بالنسبة لسؤالك عن شخصيتي .."

توقف ( صابر ) عن الحركة والتملص وهو يستمع

- " أنا من أتيت من أعماق عقلي .. أنا الرغبة مجسدة ، أنا من أردت أن أكونه وأخاف أن أكونه .. أنا المسخ الذي عاد لكم"

فجأة شعر ( صابر ) بمحقن يخترق عنقه وسائلاً ما يدخل لجسده عن طريق أوردته ، ثم شعر بارتخاء في عضلاته والرجل يكمل كلماته قائلاً :

- " أنا ( آدم ) "

***

لقد فهم ، شرايين يده قطعت وسيموت في خلال دقائق على الأكثر، أخرج من فمه صوتاً كالخوار مرة أخرى وهو يشعر هذه المرة بوعيه يتسرب منه ، هل سيموت الآن ؟ جاءت في رأسه فكرة أسهل لينفذ بها ما يريد ، أخذ يسحب السجادة بيده اليسرى كي يصل لنهايتها وبالفعل وصلت ليديه بداية السجادة التي رفع بدايتها من على الأرض ليتحسس البلاط البارد بيده البسرى .

غاب دقيقة عن الوعي ولكنه أفاق مرة أخرى وهو يرتعش من فكرة أن يموت هكذا ، مد يده اليسرى ناحية يده اليمنى التي تنزف وبلل إصبعه ثم وضع الإصبع على البلاط وكتب بخط مرتعش

( ادم عاد )

نصف ميت



شهق شهقة كبيرة وهو يحاول أن يحرك يده من على الجثة التي وضع يده عليها يتحسسها، إذن هو داخل قبر، ياللهول ياللهول، هل مات وينتظر الحساب أم أن.. أم أن ماذا؟

ابعد يده عن الجثة وأوصاله ترتجف مما فهم.. حاول الارتكاز بيده على الأرض لينهض ولكنه فقد الوعي فجأة.

***

خرج الجميع وتركوا (طاهر) الذي أخرج من جيب قميصه علبة أقراص صغيرة وتناول قرصًا منها وهو يتكلم مع الجثة:

- " ايه يا حلوة مغمضة عينك ليه، مكسوفة مني وألا إيه "

مد يده يحاول أن يفتح عين الجثة ثم يخلع قميصه وسرواله ويمسك بسكين صغيرة تناولها من على منضدة (هادي) ليقطع بها قماش الكفن من على جسد الجثة .

***

مخطوطة بن إسحاق (مدينة الموتى)




اجتمع الساحر بالأربعة فقراء ثم جعلهم يحفظون هذه الكلمات:

سمامها طولام فقدشبينا يوهانيط سمسمائيل يصيفيدش إحرق كل من عصى أمرك بحق إصطفار و بيوم عمياخ وبحياة هليع بحق إصطفار وبيوم عمياخ وبحياة هليع يا من تسمعون في وادي القرنيم بحق سيدكم وبحق مقبلكم فكوا قيد بن ذاعات فيدعاهاط موسماعل حتى إذا حضرتم أحرقم الجبار بحق وصيل مشموهوه

***

فقال (يوسف):

- "ويبدو أنه قد جرت أقدامنا في مسالة أقوى منا بمراحل ، وأعتقد صدقاً ان تلك المخطوطة هي مفتاح لعالم الجن ، أو إذا أردنا التحديد هي مفتاح لبوابات معينة في عالم الجن لم نكون فكرة كاملة عنها"

جلسة تحضير



لا أشعر بالخوف، لا أشعر بالفزع، برغم ما يحدث حولي، أنا (عماد محي الدين) المحاسب الذي لا تستطيع أي جهة ضريبية أن تتحداه، أستطيع بعقلي أن أقاضي الضرائب ذاتها إن أردت، أعمل بشركة كبيرة لحديد التسليح ووظيفتي بالشركة هي مدير قسم الحسابات، أتحصل من تلك الوظيفة على مرتب ضخم يساوي مواهبي الكبيرة في التهرب من الضرائب.

لكن ما يحدث الآن لا علاقة له بعملي أو مهنتي، بل له علاقة بأمور مضحكة، نعم مضحكة في رأيي الشخصي، أجلس الآن وسط مجموعة تعتقد أنها تمارس جلسة تحضير أرواح، نقبع في غرفة في منزل هذا الشاب قوي البنية الطالب بكلية الحقوق المدعو (لطفي)، هذا الشاب الذي قرأ بضعة كتب عن تحضير الأرواح بالعربية والانجليزية فاعتقد أنه يستطيع تحضير الأرواح، وأعتقد أنه شاهد بعض الأفلام الأمريكية الرديئة التي تتكلم عن الرعب ويحضرون الأرواح بسهولة كأنهم يطلبون خدمة توصيل المنازل من إحدى المطاعم، أما هذا الرجل الوقور الذي يمسك بسيجارة في يده اليسرى فهو صديقي المحاسب (سامح) الذي يعمل بإحدى شركات حديد التسليح المنافسة لشركتي، لكننا أصدقاء منذ أيام الجامعة ولم يؤثر التنافس بين شركتينا على صداقتنا، والثالث هو (محمد) الشاب الذي يعمل في خدمة الغرف في فندق (s.n.p) بمرسى مطروح وهذا الشهر يقيم بالقاهرة معنا لأنها أجازته السنوية وهو صديق شخصي للطفي منذ أيام الدراسة الثانوية، ويعشق تلك الأمور المضحكة التي تتحدث عن تحضير الأرواح وما شابه.

الغرفة مظلمة إلا من ضوء شمعة في وسط المنضدة التي نجلس حولها والنظرات بيننا تتباين بين الخوف والقلق والترقب إلا نظرتي التي تحمل طابع السخرية مما يفعلون، كل منهم اجتمع لغرض في نفسه يريد تحقيقه فلطفي يريد أن يثبت لنفسه أنه يستطيع أن يقوم بفعل شيء غريب يستعرض به أمام زميلاته في الجامعة، فشخصية الوسيط الروحي برغم كل شيء شخصية غامضة وتستهوي الجميع وإذا علمت أن صديقك يتحدث مع أرواح الموتى فستنظر له برهبة بالتأكيد، وهذا هو ما يطمح له (لطفي) أن يتحدث عنه الجميع بصفته أنه الروحاني والشفاف الذي يحدث الموتى .. هذا الشاب متأثر فعلاً بالأفلام الأمريكية الهابطة، وصديقه (محمد) من النوع الذي ينبهر بكل ما يسمعه من (لطفي)، حدثه (لطفي) كثيراً عن تحضير الأرواح ووعده أنهم يستطيعون تحضير روح والده المتوفي لو أراد، وهذا ما جاء لأجله (محمد)، أما صديقي (سامح) فقد أحضرته أنا خصيصاً بعد كثير من الإقناع، وهو برغم كل شيء عملي جداً مثلي، لكن الشيء المضحك والذي لا يعلمه الجميع أنني حضرت خمسة جلسات تحضير أرواح من قبل وكلها فشلت، خمسة جلسات جعلتني أقتنع بتلك الفكرة وزاد إيماني بفشل تحضير الروح، وأعتقد أن هذا الطفل لن يستطيع تحضير حتى روح ذبابة الفاكهة، ناهيك عن استحضار روح بشرية.

ولكن علي أن أعترف أنني أردت حضور تلك التجربة لربما تم التحضير، أي أن الفضول هو ما يحركني لحضور تلك الجلسات، أداري ضحكاتي الساخرة عندما أجد أحد الوسطاء يمسك بلوح (الويجا) الذي يذكرني بلوح لعبة (الطاولة) الذي أراه في القهوة.

في إحدى الجلسات التي حضرتها وفشلت أحضر الأغبياء لوح (الويجا) وتلى أعقلهم كلمات باللغة الإنجليزية تقول "أيتها الروح احضري" .. لم أتحمل هذا الغباء الأصلي وكأن الأرواح لا تأتي إلا عند استخدام اللغة الإنجليزية في الاستدعاء كما تقول تقاليد الأفلام الأجنبية، أهي جلسة تحضير أرواح أم امتحان تحديد مستوى للغة الإنجليزية، ثم لو حضرت الروح هل يجب عليها أن تجيب على الأسئلة باللغة الإنجليزية؟ وماذا يحدث لو كانوا يحضرون روح فلاح مصري لم يكمل تعليمه، هل ستسمع روحه الاستدعاء مترجماً أم مدبلجاً!!!! عند تلك الخاطرة حاولت منع نفسي من الابتسام بسرعة، في حين سمعت صديقي (سامح) يتمتم قائلاً وهو ينفث دخان السيجارة في الهواء:

- " ما أظنش إن الجلسات دي بتنفع "

نظرنا له لكن لم ينطق أحدنا بينما ظهرت عصبيته وقلقه في طريقة استنشاقه لدخان سيجارته والتي أعرفها جيداً بحكم قربي منه، هنا تنحنح (لطفي) ورفع حقيبة سوداء من تحت المنضدة وأخرج منها طبق عميق يشبه طبق الفاكهة ووضع داخله قلم وبضعة أوراق وقال:

- " هانحضر الروح بطريقة السلة لكن بالطريقة الأصلية مش المنتشرة "

أخرج من الحقيبة السوداء مجموعة أوراق قطعت من دفتر ملاحظاته ودون عليها بالقلم الحبر، يبدو أن (لطفي) يدون ملاحظات عن التحضير في ذلك الورق، وأخرج أيضاً كرة سوداء كأنها ثمرة فاكهة وشيء أسود رفيع يصل لنصف متر لم نتبين هويته في الظلام، قال هو ليبدد حيرة الجالسين:

- " طريقة السلة الحقيقية لازم يكون في نفس السلة ثمرة فاكهة عفنت، وجثة تعبان أو أفعى "

اتسعت أعيننا وارتعش (محمد) للحظة وهو يتمالك نفسه كي لا يفزع .. أزاح (لطفي) السلة لمنتصف المنضدة بيننا وقال:

- " دلوقت احنا نحاول نحضر روح عم (سعيد) أبو (محمد) صاحبي الأول، ولو عرفنا نحضر روحه يبقى هانعرف نحضر أي روح تانية .. أنا هاقول كلام التحضير دلوقت ولو حصل وحضرت الروح مش عايز حد يسألها إلا أنا وهي هاتكتب في الورقة اللي في السلة وعلامة حضورها إن السلة تتزحزح من مكانها "

سكتنا ونحن نحاول أن نحافظ على هدوئنا حتى صوت أنفاسنا جاهدنا كي لا يخرج، وها هو (لطفي) يمسك إحدى الأوراق التي بحوزته ويقربها من عينه وهو يقول بصوت خافض:

- " بروح بروح بطيم بطيم مهين مهين أقسمت عليكم بقسم الأولين أن تنزلوا بروح (سعيد بن علي بن عبد الصبور) اقلعوا امنين واهبطوا امنين عليكم سلام وأمامكم سلام وخلفكم سلام وتحتكم سلام بحق حية الملك طرهائيل وقاتلها بحق حية الملك طرهائيل وقاتلها اكشفوا بيننا وبين المذكور الحجاب .. بكلمات برخيا نحضركم وبكلمات برخيا نصرفكم وبكلمات برخيا نؤذيكم بإذن اله العالمين "

توقف (لطفي) عن كلماته ونظر للسلة فلم يجد أي تغيير، ظهرت معالم خيبة الأمل عليه وظهرت معالم الضحك على وجهي .. استنشق نفساً طويلاً و(سامح) يلقي بسيجارته بعدما انتهت على أرضية الغرفة والأخير يقول:

- " قلت لك أن التحضير مش هاينفع "

- " يبقى مفيش غير إننا نحاول مع روح تانية "

قال (لطفي) أخر عبارة وهو يعتدل ويتذكر اسم الروح الأخرى ويقول:

- " بروح بروح بطيم بطيم مهين مهين أقسمت عليكم بقسم الأولين أن تنزلوا بروح (عماد بن محيي الدين بن الزهراوي) اقلعوا امنين واهبطوا امنين عليكم سلام وأمامكم سلام وخلفكم سلام وتحتكم سلام بحق حية الملك طرهائيل وقاتلها بحق حية الملك طرهائيل وقاتلها اكشفوا بيننا وبين المذكور الحجاب ... "

لم يكمل (لطفي) بقية كلماته وجدت فجأة هواء يلفح الغرفة وشعرت بجسدي يرتفع في الهواء وفجأة خرج من الظلام رجلان لا وجوه لهما !! أمسكا بطرفي يدي وجذباني لأقف أمام المنضدة بدلاً من ارتفاعي في الهواء وشعرت بمن ينغزني في كتفي والثاني مد يده ناحية الطبق الموضوع وسط المنضدة ليحركه فانتفض الثلاثة من مقاعدهم و(لطفي) يقول:

- " روح صاحبك (عماد) حضرت يا أستاذ (سامح) .. سبحان الله زي ما زارك من يومين في الحلم وطلب منك تجيلي علشان فيه معاد جلسة تحضير "

لقد نجحت الجلسة واستطاع هؤلاء الأغبياء أن يحضروني ويجعلوني أتمكن من التواصل معهم

ابتلع (سامح) ريقه بصوت مسموع وهو يجفف بيده قطرات عرق نبت على جبينه ويقول:

- " (عماد) من ساعة ما اختفى من سنة وكلنا شاكين إنه ميت، وأصحابنا حاولوا يحضروا روحه خمس مرات قبل كدة وفشلوا، ولما زارني في الحلم من كام يوم وقاللي أجي أزورك في بيتك علشان أحضر جلسة تحضير مكنتش مصدق وافتكرت نفسي بأخرف .. سلام قولاً من رب رحيم"

***

أما صديقي (سامح) فقد أحضرته أنا خصيصاً بعد كثير من الإقناع، وهو برغم كل شيء عملي جداً مثلي، لكن الشيء المضحك والذي لا يعلمه الجميع أنني حضرت خمسة جلسات تحضير أرواح من قبل وكلها فشلت

***

قال (محمد) برهبة وهو ينظر للمقعد الذي كنت أجلس عليه طول الجلسة:

- " يعني انت يا (لطفي) كنت سايب الكرسي ده فاضي من الأول علشان متأكد إن الروح لو جت هاتقعد عليه !!!! "

- " أة "

شعرت بقوة غريبة برغم الاثنان اللذان يكبلان حركتي فجربت أن استخدم تلك القوة وأمسكت بالقلم الموضوع في الطبق فشعرت بملمسه !!!! لأول مرة منذ موتي يمكنني لمس الماديات، أمسكت بالقلم وكتبت على الورقة ((من سنة اكتشفت خيانة سلمى مراتي لكنها قتلتني هي وصاحبي حاتم اللي كانت بتخوني معاه ودفنوا جثتي في الكيلو 22 لطريق مصر اسكندرية جوه الصحرا بمسافة 70 متر على يمين الطريق))

شعرت بالارتياح بعدما أرشدت عن قاتلي وسبب قتلي وخاصة بعدما أمسك صديقي بالورقة وقرأها .. حان الوقت لأرحل وخاصة أن الاثنان اللذان يكبلان حركتي بدأت أشعر بالرعب منهما، لكن فجأة قال صديقي (سامح):

- " انت روح (عماد) "

أمسكت القلم وكتبت بسرعة:

- " لا أنا قرين عماد ولازمته طول حياته ولغاية ما مات وروحه مااعرفش راحت فين، أنا عايز أمشي "

عندما قرأ صديقي الورقة قال للطفي أنني أريد الرحيل فقال (لطفي):

- " بخ بخ شمخ شمخ في أمان الله فارقنا في أمان الله فارقنا نحرج عليك أن لا تعود إلينا ولا تؤذينا بحق عهد سليمان الحكيم، لا ضرر ولا ضرار لا ضرر ولا ضرار "

وقبل أن يجرني اللذين يكبلونني قلت داخلي أنني بدأت أؤمن بجلسات تحضير الأرواح

***

حسن الجندي