
لكن فجأة شعر ( صابر ) بيد الرجل اليسرى تطوق فمه وتسحب رأسه للخلف بشدة فحاول أن يتملص وهو يطلق أنيناً ويهز جسده محاولاً المقاومة ولكن الرجل قرب فمه من أذنه اليسرى وقال بخفوت :
- " علي أن أعترف أنني فقدت شهيتي للطعام ولا أرغب بتذوقك ولذلك سأكتفي بشيء بسيط هذه الليلة .. أما بالنسبة لسؤالك عن شخصيتي .."
توقف ( صابر ) عن الحركة والتملص وهو يستمع
- " أنا من أتيت من أعماق عقلي .. أنا الرغبة مجسدة ، أنا من أردت أن أكونه وأخاف أن أكونه .. أنا المسخ الذي عاد لكم"
فجأة شعر ( صابر ) بمحقن يخترق عنقه وسائلاً ما يدخل لجسده عن طريق أوردته ، ثم شعر بارتخاء في عضلاته والرجل يكمل كلماته قائلاً :
- " أنا ( آدم ) "
***
لقد فهم ، شرايين يده قطعت وسيموت في خلال دقائق على الأكثر، أخرج من فمه صوتاً كالخوار مرة أخرى وهو يشعر هذه المرة بوعيه يتسرب منه ، هل سيموت الآن ؟ جاءت في رأسه فكرة أسهل لينفذ بها ما يريد ، أخذ يسحب السجادة بيده اليسرى كي يصل لنهايتها وبالفعل وصلت ليديه بداية السجادة التي رفع بدايتها من على الأرض ليتحسس البلاط البارد بيده البسرى .
غاب دقيقة عن الوعي ولكنه أفاق مرة أخرى وهو يرتعش من فكرة أن يموت هكذا ، مد يده اليسرى ناحية يده اليمنى التي تنزف وبلل إصبعه ثم وضع الإصبع على البلاط وكتب بخط مرتعش
( ادم عاد )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق